
ميدل إيست آي: مأساة الأطفال المفقودين في فض رابعة ما زالت مستمرة
تحدث موقع “ميدل إيست آي” عن الذكرى العاشرة لمذبحة رابعة العدوية التي راح ضحيتها الآلاف في مجزرة وحشية ارتكبها نظام العسكر المجرم بحق الأبرياء، فبخلاف أعداد القتلي هناك المئات من المواطنين بينهم أطفال ما زالوا في قيد المجهول مفقودين لا يعلم أحد عنهم شيئا طول تلك السنوات.
وألقى الموقع الضوء في تقرير له على عدد من حالات الأطفال المفقودين إذ وصفت إحدى السيدات المجزرة قائلة: “لقد كان كابوسًا دام عقدًا من الزمان”، وأضافت تروي الجهود الفاشلة لتحديد مكان ابنها، وهي تقاوم دموعها: “الكلمات الأخيرة التي قالها لي كانت: “أنا عائد [سأعود] يا أمي إلى المنزل؛ لا تقلقي، سأذهب [فقط] إلى هناك [إلى الساحة] لأطمئن على أصدقائي”.
وأضافت بدرية السيد أنها سمعت في البداية من خلال أحد أصدقاء عمر أنه أصيب في كتفه واحتجزه الجيش خلال الحملة، ولكن بعد أن فشلت في سماع أي أخبار من خلال الجيش، بذلت جهدًا طويلًا وشاقًا للعثور عليه؛ حيث قامت بزيارة المستشفيات والمشارح ومراكز الشرطة في جميع أنحاء البلاد، حتى إنها أجرت تحليلًا للحمض النووي على أمل التأكد من مكان وجود عمر، كما قالت لموقع “ميدل إيست آي”، والذي يبدو أنه أعطى وعدًا بعد تسعة أشهر عندما جاءت النتائج سلبية؛ حيث أضافت “كان هذا أملًا حقيقيُّا. عمر لم يمت بعد”.
بعد أن أعلن عبد الفتاح السيسي فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2014، والتي تم إدانتها على نطاق واسع باعتبارها صورية، ذهبت السيدة إلى سجن العزولي بعد أن علمت أن ابنها محتجز في السجن العسكري شمال شرق القاهرة.
قالت بدرية السيد إنها سمعت أثناء وجودها هناك من نزيل يدعى عبد العزيز أن ابنها محتجز، لكن بعد التواصل مع مسؤولي السجن للمساعدة، قالت إنها قوبلت بالنفي والسخرية.
واعتقدت لاحقًا أن سعيها الدؤوب قد أسفر عن تقدم كبير عندما تلقت مكالمتين هاتفيتين من رقم غير معروف؛ حيث قالت بديرة السيد: “لقد صدمت”؛ حيث عرَّف الرجل على الجانب الآخر عن نفسه بأنه الرائد أدهم من مقر الأمن القومي الذي وعد بحل الأمر، لكن بعد الحصول على معلومات عن عمر وانتماءاته السياسية لم تسمع منه مرة أخرى.
في وقت لاحق؛ قال ضابط في الأمن القومي لبدرية السيد إن عمر ذهب إلى سوريا، مرددًا ادعاءً كاذبًا قاله السيسي لـ”بي بي سي” في عام 2015 عن متظاهرين آخرين.
حالات الاختفاء هي القاعدة الآن
وقال حليم حنيش، المحامي والباحث الحقوقي، إنه “لا يوجد إحصاء دقيق لعدد المختفين قسريًا، سواء في يوم مجزرة رابعة أو بعده”، فيما وثق مرصد حقوق الإنسان ومقره لندن أكثر من 400 حالة لأشخاص اختفوا من الساحتين، لكنه يعترف بأن العدد ربما يكون أعلى من ذلك بكثير.
وقد قارن حنيش، الذي يتابع القضية عن كثب، الوضع في مصر بالوضع في الأرجنتين بعد انقلاب عام 1976 بقيادة الجنرال خورخي فيديلا؛ حيث قال لموقع “ميدل إيست آي”: “المسألة أكثر خطورة في مصر”، مضيفًا أن الاختفاء القسري أصبح الآن إجراءً معتادًا؛ حيث تابع قائلًا: “[أكثر من] 90-95 بالمائة من المعتقلين تعرضوا لجريمة الاختفاء القسري”.
وعلى غرار حالات الأمهات الأرجنتينيات اللائي تظاهرن للحصول على إجابات، ثم تم اختطافهن هن أنفسهن؛ فعل الآباء المصريون ثم تم استهدافهم للتحقيق في مصير أطفالهم.
المحامي والمدافع عن حقوق الإنسان، إبراهيم متولي، الذي اختفى نجله عمرو متولي قسريًا بعد مذبحة رابعة، اختفى قسريًا في مطار القاهرة عام 2017 قبل أن يستقل طائرة متوجهة إلى جنيف.
وتقول سناء أحمد إن زوجها إبراهيم لم يتوقف عن البحث عن ابنهما، مضيفة: “أريد ابني حتى لو مات؛ فلدي الحق في زيارة قبره”، مضيفة أن آخر محادثة بينها وبينه تجعلها تبكي دائمًا.